الشيخ الصفار: الوحدة الوطنية تعني تعاون المواطنين من أجل حماية مصالحهم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن أهمية الوحدة الوطنية تكمن في أن الناس وهم يعيشون على أرض واحدة يتعاونون فيما بينهم من أجل حماية مصالحهم جميعًا.

وتابع: في حالة تعدد المذاهب والثقافات والقوميات، يبقى لكل طرف حريته في ثقافته ومعتقده.

جاء ذلك خلال محاضرة لسماحته بعنوان: الوحدة الوطنية، ألقاها في حسينية الكاظمية (البكاي) في دولة الكويت، بتاريخ 8 شعبان 1445هـ الموافق 18‏ فبراير 2024م.

وأوضح سماحته أن هناك مصالح مشتركة بين المواطنين، تتمحور حول القواسم المشتركة وأبرزها المصلحة الوطنية.

وتابع: إذا كنا نعيش في وطن معًا فإننا لا بد أن نعيش في أمن وخير وتقدم ورفاهية، هذه المصلحة المشتركة ينبغي أن نحافظ عليها.

وعن سؤال: هل هناك علاقة بين التعددية والوحدة الوطنية؟ أو هل يشترط لكي تكون هناك وحدة وطنية أن يكون المجتمع متجانسًا لا تتنوع مكوناته؟

قال الشيخ الصفار: في الحقيقة، هذا أمر صعب المنال؛ فمختلف المجتمعات يغلب عليها التعدد والتنوع العرقي والقومي والديني والمذهبي والسياسي، فلا يمكن أن نتصور أن يكون الناس كلهم في قالب واحد.

وتابع: إن طبيعة البشر تكمن في أن كل إنسان لديه فكر وإرادة، ووجود الفكر ينتج عنه اختلاف الرأي، ووجود الإرادة قد يؤدي إلى اختلاف المواقف.

وأضاف: هذه الطبيعة تحدث تباينات داخل المجتمع، ونجد أن مجتمعات كثيرة تعيش حالة من الوحدة الوطنية مع أنها متنوعة عرقيًا، وقوميًا، ودينيًا، كما يحدث في دول العالم المتقدم، فمع التنوع الكبير فيها هناك مستوى من الوحدة الوطنية.

وأشار إلى أن بعض المجتمعات المتجانسة مثل الصومال التي تعد من البلدان القليلة التي تحدث فيها هذه الدرجة من التجانس؛ فالناس في الصومال كلهم من عرق واحد وقومية واحدة ودين واحد ومذهب واحد، ومع ذلك سقطت الدولة في الثمانينيات وبداية التسعينيات، وإلى الآن لم تقم لها قائمة.

وأبان أن المسألة لا ترتبط بمدى التنوع أو مستوى التجانس داخل الشعب، وإنما ترتبط بإدارة الحياة العامة في الوطن، ومستوى وعي وثقافة المواطنين.

ومضى يقول: من يبحث عن تحصيل مكاسب على حساب الآخرين، فإنه يسعى لإضعاف الكيان الوطني، الذي لن يكون أفضل إذا لم يكن هناك استيعاب وإدارة سليمة للتنوع، وأي مكسب بالحيف على الشركاء الآخرين هو مكسب وهمي ومؤقت.

وذكر أن الإسلام سمح لأتباع الأديان الأخرى بالبقاء على معتقداتهم، بل فرض احترامهم.

وتابع: النصوص الدينية تنهى عن الإساءة إلى أتباع الديانات الأخرى، وإذا كنت تعتقد أن دينك حق فهذه عقيدتك، ويمكنك أن تتحاور مع أي أحد وتحاول إقناعه، لكن دون إساءة أو إيذاء.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

وأضاف: لا يجوز لك إذا لم تحسن الحديث مع المختلف في الأمور الدينية أن تتورط في الجدال والمناقشة؛ لأن الله لم يكلفك بهذا الأمر.

وحثّ من يريد الدعوة إلى الله أن ينتهج أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتي هي أحسن، وليس حسب مزاجه أو انفعالاته أو عقده النفسية.

لمشاهدة المحاضرة: الوحدة الوطنية

https://www.youtube.com/watch?v=RkXzkweG3R4